/ الفَائِدَةُ : (12) /
05/06/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / توثيق الرَّاوي يرتبط بمشربه العقائدي / من الأُمور المُهمَّة جداً في أَبحاث العلوم الدِّينيَّة خصوصاً العقائديَّة منها: أَن يتفطَّن الباحث إِلى المدارس العقائديَّة لدى رواد حملة المعارف ؛ لأَنَّ جُلُّهم من المشتغلين في العلم ، والتَّعرُّف على المدارس الروائيَّة من جنبتها العقائديَّة أَمر بالغ الثمرة والأَهميَّة ؛ لأَنَّه يوقف الباحث في علم الرجال والعقائد على فوائد جَمَّةٍ وكثرة جِدّاً ، فإِنَّ أَحد مصادر علم الرجال في الجرح والتَّعديل : معرفة المدارس الروائيَّة العقائديَّة ، بل المصدر المُهمُّ لمعرفة الراوي مشرباً ومسلكاً ووثاقةً وضبطاً وانتماءً لدى علماء الرجال هو تتبُّع مضامين الروايات التي يرويها الراوي في الأَبواب المختلفة ، ويُتَدَبَّر فيها ليُلتفت إِلى مضامينها ؛ وأَنَّه هل يتبناها الراوي أَو لا ؟. وهذه نكتة مُهمَّة ، ومن ثَمَّ نَسب علماء الرجال المُتقدِّمين إلى كثيرٍ من رواة الإِماميَّة مذهب العامَّة ، لكن المتأخرين منهم فنَّدوا هذه النسبة ؛ لما شاهدوه من رواياتهم لأَسرار معارف أَهل البيت ^ وإِمامتهم التي يمتنع أَن يرويها غير الإِمامي ، فإِنَّ مَنْ يروي مثل هذه الأُمور يمتنع عليه في العادة إِنتماء لغير مدرسة أَهل البيت ^. وليعلم أَنَّه كما أَنَّ لباب فقه الفروع فرسان وروّاد في الرواية كذلك الحال في باب المعارف ، لكن رواة المعارف أَكثر خطورة من رواة الفروع ؛ لأَنَّهم ينقلون الفقه الأَكبر. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ